عَدونا … مَنْ ؟؟ مصدر شرورنا ومآسينا عدونا الذي نواددهغزة 25 مايو 2001 مأحمد حسن الإفرنجي |
ريم وإيمان…. لم ترحمهما يد الجلاد… يد القصاب… بسمة… ونعمة… قتلهما … قناص… برشاش… عصفورتان انتزعهما الغدر من بين الأحضان…. طفلتان … براءة الأطفال في العينين… كانتا للأهل بسمة ونعمة. لم ترميا بحجر… لم تقذفا "بالهاون" ولم تحملا رشاش…مزق الرصاص الأحشاء، وتدفق الدم الزكي الطاهر من القلب… لم يشجب "عنان". لم يستنكر "باول" لم يحرك "بوش" ساكنا، وهو الذي بالأمس تفطر قلبه لوعة وأسى، على طفله يهودية، وجندي صهيوني… قتلا وهما في غير أرضهم ونحن في كل يوم نودع الشهيد تل الشهيد…في كل يوم نودع أطفالاً لنا.. أبرياء… كواكب ومواكب… برصاص أمريكي قتلوا … بدعم أمريكي … قتلوا ... بحماية أمريكا قتلوا ... بيد صهيوني… قتلوا… فلاح في أرضه … قتل … عجوز على باب بيتها… قتلت تلميذ في الطريق إلى مدرسته… قتل … شاب… فتاه… عامل…الموت يتخطفهم لم تسلم أرواحهم من طائرات أمريكا… من قاذفات أمريكا من دبابات أمريكا ومجنزراتها… ومروحياتها… وجرافاتها… عدونا من…؟ هذا الذي نوادده ..!!! لم نسمع من "عنان تنديداً، ولا من البيت الأبيض استنكاراً ولا من بريطانيا… وروسيا والغرب على استحياء… أدانو العنف ولم يشجبوا الاحتلال . نحن في عالم حول الجهاد إلى إرهاب، والدفاع عن النفس إلى عنف، ورجال التحرير إلى عصابات… والاستشهاديون … إلى مجرمين وقتله ... وتعامى هذا العالم عما يحل بنا .... عالم يمجد فيه شارون السفاح… وعبده شمعون، الحية الرقطاء فذاك سفاك دماء، وهذا مصاص دماء… ناعم الملمس … باطنة حقد وإرهاب… وظاهره قانا وبحر البقر… يعطي من طرف اللسان حلاوة، ويروغ ويراوغ… عدو غادر تدفع به أمريكا… بالأموال تدعمه، بالمليارات تهبه، بالأسلحة تمده… وآجب لا مِنّه… نعم فرض واجب ... لا مِنّه .... وشعب أعزل إلا من الإيمان بالله، وبحب الوطن يذود عن حياضه وعن شرف أمته… في كل يوم يودع كوكبة من الشهداء من الشرفاء… مستشفياته تستقبل آلاف الجرحى… أرامله كثر… أيتامه كثر… وأبطاله أكثر… إذا قصف العدو مكاناً خرجوا… كبروا… سارعوا يجمعون الأشلاء ويحملون الجرحى… يودعون القتلى… مأتم تملأ الشوارع والساحات… اختلطت التهاني بالتعازي، واختلطت أصوات الجماهير بهدير الدبابات، ودوى المدافع، وازيز الرصاص وصفير الصواريخ… والأباتشي تدور... واضحت أبواق الإسعافات نغماً مألوفاً. والليل من ضياء القذائف نهار. وتراكم الحطام… ودفن الأحياء، واحترقت الجثث وسارت الجموع في مواكب خلف هوادج الأعراس… الله أكبر نداؤهم، واحتضن ثرى الوطن خيرة بنية… وارتفع صوت الكبرياء… الله أكبر… لن نركع… لن نستسلم واستمرأت الشعوب العربية هذه المناظر… فلم تعد تحرك ساكنا… واستكان الحكام واستراحوا…. ولم تعد صرخات شعب تثير فيهم نخوه… ولا تحرك فيهم بقايا شجاعة أو شهامة… ولا يطلبون من أمريكا تطبيق الشرعية الدولية هذه الشرعية التي تباهينا بها وبتطبيقها على العراق… شرعية التدمير ... هذه الشرعية التي جمعت لها الجيوش في حفر الباطن.. هذه الشرعية التي رصدت لها المليارات من دم الشعوب… هذه الشرعية التي باسمها هُزمت العراق واخرجت…وعذبت ... هذه الشرعيه أين هي الشرعية الدولية اليوم مما يجري في فلسطين… ومن تطبيق قراراتها التي تراكمت منذ أكثر من نصف قرن من الزمان…. ألم يَحِنْ لزعماء العروبة والإسلام أن يفيقوا من سباتهم ... ويعرفوا .... فأمريكا هي عدونا وعدوهم…بالأمس ، واليوم ... وغداً أمريكا هي مخازن إسرائيل ومستودعها وخزينتها… أمريكا هي التي تحميها في المحافل الدولية… أمريكا الأم الرؤم لإسرائيل … أمريكا مصالحها أهم من كل القادة، والزعماء، وكل القيم والمبادئ… أمريكا وإن تغيرت وجوه ساستها… فلن تغير سياستها… فمؤسساتها ترسم الأهداف، والوسائل وخطوط السير وأسلوب المسيرة…فهي دولة مؤسسات . أمريكا إن لم تشعر بخطر يهدد مصالحها عندنا، … يهدد شركاتها، يهدد وجودها فإنها لن تحيد عن غيها وسيبقى الوطن العربي الدجاجة التي تبيض لأمريكا ذهباً… إلى متى يبقى قادة الأمة دون طموحات شعوبهم… يتغنون بلم الشمل وهم سبب فرقته وتفرقه…. يتغنون بالوحدة… وهم سبب الانفصال والقطرية ومعاولها… يلبسون لباس الحكمة… وهم الجهلاء حقاً… قولاً… وعملاً… إلى متى يكون تجمعهم واجتماعاتهم منة على شعوبهم وليس واجباً تفرضه المتغيرات العالمية… إلى متى التهليل لاجتماعات لا تعطي للمواطن أملاً ولا تقيم له وزناً بل تقتل الأمل فيه ولا رجاء سربالاً منهم… لماذا يتشدقون بأمجاد ما صنعوها… يعيشون الماضي فكراً والحاضر سربالاً ولباساً… لماذا يتبارى الكثير منهم لأخذ الصور مع بيريز وباراك ،وحكام أمريكا ... هل حقاً أصبحت "تل ابيب الموعد"… لا لنصر أو انتصار لماذا أنتم صامدون.. قادة أبديون، ساسة نفعيون وفي أعماقكم "مهزومون… مهزومون". لماذا يا قادتنا العظام كل هذه الكبرياء على شعوبكم، وهذا الخنوع والذلة لأمريكا… ساستها… وسياستها… القادة كبار بشعوبهم…كبار بأعمالهم ... لا بإذاعاتهم ... شعوبكم تعرف أن أمريكا هي العدو الأول لنا… ولكم فلماذا حجكم إلى البيت الأبيض كلما سكنه ساكن …. لماذا هذا الإعلام المدوي لكم وأنتم ساربون وأنتم رائحون… إن شر الهزائم… هزيمة النفوس… هزيمة الشعوب… وشعوبنا سريعاً ما تنفعل… وسرعان ما تبرد وتهدأ . فخراطيم المياه دوماً حاضرة ومستعدة. وكلاب الشرطة دوماً للانطلاق متحفزة… وأجهزة الإعلام لسان حال السلطان… ولقمة العيش في يد الوالي… المخلدون هم … آلهة عبادتهم فرض واجب، تعظيمهم واجب واجب… أحلامهم أوامر… عطاؤهم من أموال الدولة مكرمة… الرموز هم… المنقذون هم… أبناؤهم رسل وورثة، تجار نوابغ، وقادة أشاوس، والمقربون أشجار متسلقة، همهم المصلحة الشخصية، يمتصون دماً ويحجبون الرؤية أذلاء أمام السلطان… فراعنة على المواطنين… المجد والخلود لهم أبداً، حتى وإن تدمرت شعوبهم واقتصاد بلادهم ومقدرات أوطانهم وويل لمن حاول التطاول عليهم أو على أحد من المقربين لهم… فهناك فرسان الكلمة يشحذون أقلامهم دفاعاً وهناك فرسان السجون والمعتقلات يفتحون الأبواب… وهم دوماً على استعداد… وعن زوار الفجر لا تسَلْ… العالم من حولنا يتكتل سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً… ونحن بقرارات جوفاء نكبل أنفسنا … وويل لأمة من قادة عششن الخوف في أعماقهم، ونسج العنكبوت في رؤوسهم بيوتاً ، أخذتهم العزة بالإثم، وغرتهم الحياة الدنيا مراكز، وتلفاز، وتأليه من الإعلام سرطان الكبرياء والغرور سرى في دمائهم فلا أمل في علاجهم فامة هذا نمط حكمها،… هذا نمط ساستها،… هذا نمط مفكريها،… وهذه هي شعوبها… لا تعرف من عدوها؟؟؟ لماذا لا يحتقرها حكام أمريكا وأوروبا والعالم لماذا يخافونهم لماذا يحسبون لهم حساب… لماذا لا يمتصون أموالهم ويشفطون بترولهم… لماذا لا يعربد عليهم ( بيريس وروس واندك وشارون وموفاز ) لماذا لا يحتقرهم ( باول والبريت وبوش وتشيني ونتنياهو ). لما يكترث بهم "عنان" .... لماذا وهم يعرفون السماسرة والمرتزقة والعبيد.. وملفاتهم وملفات أبنائهم تحت الطلب . عربنا الاماجد، يشحذون سيوفهم لبعضهم، يأكلون لحم بعض، يغطون في سبات عميق، لا المدافع توقظهم، ولا الصواريخ، ولا حتى الفانتوم أما آن لك يا شعوبنا العربية أن تتحركي، يا أمة أضاعت مجدها، يا أمة تتباكى على أيامها… كما بكى أبو عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة… بكي ملكاً مضاعاً لم يحافظ عليه كالرجال هل اكتفينا بما تبثه الفضائيات، شعوب تلهث خلف مسلسل أو مباراة في كرة القدم. خلف من يربح المليون، أو خلف كليب لمطرب. وكأن النار عنهم بعيدة… رجال الأعمال استثمروا أموالهم في المحطات الفضائية، عشرات المحطات غير المحطات الرسمية. ولم يتداع القوم لإقامة محطة مخصصة للقضية المقدسة. قناة تبث بكل اللفات الأجنبية تشرف عليها نخبة من الرجال. بعيدة عن عبدة الذات تتحدث عن الآم الأمة وآمالها، دون ما تغن أو غناء… بالكلمة الصادقة، بالحوار الواعي، بالصورة الحية، دون ما صراخ أو ضجيج. آه لو أن غانية طلبت من أحد الأثرياء أن يبني لها فضائية، لسارع ولبى الطلب. ولا نهالت الشكات والهبات، والبخور والعطور ولكن كم من صرخة لم تلامس نخوة معتصم، فقومنا بالأمريكان اعتصموا ولأمريكا سجدوا، ولها سبحوا… خوفاً وطمعاً فهي حامية العروش والأوكار، وهي كاشفة الأسرار…. مصيرهم بين يديها مرهون… ونسأل من هو العدو؟… أمريكا هي العدو لنا… أمريكا قاتلة أطفالنا، أمريكا مدمرة مدننا وقرانا…أمريكا جارفة زرعنا ومزارعنا… صواريخا تجوس خلال الديار، طائراتها تحوم وتنقض ليل نهار… ترسل لنا هداياها… دمار في دمار… تجاهر بغطرستها حتى في مجلس الأمن، والأمم المتحدة، كم قرار بجانبا صوتت وكم قراراً إلى جانب ربيبتها إسرائيل وقفت واتخذت. ونحن في نظرها… إرهابيون لا أهل حق. نحن أصل العنف أما هم فلا… سياستها وساستها سر نكبتنا مصدر مآسينا " هم العدو فاحذورهم قاتلهم الله أني يؤفكون". |