" أي سلام هذا"

أي ســـلام هـــذا الــذي يريـــــدون !!!!!!

أي ســـلام هـــذا الــذي يفرضــــون !!!!!!!

أي ســـلام هـــذا الــذي ينحتـــــون !!!!!!

رضينا مرغمين وتنازلنا مرغمين وتناسينا دم الشهداء.

وتناسينــا كل الحقوق الأساسية ووقعنا الاتفـــاق

اتفاق أملي علينا عربياً وإسلامياً ودولياً وفلسطينياً.

وتسابق القوم في إزجاء البركات وحرق البخور وانهال التأييد علناً وعلى استحياء واصبح الإرهابيون بالأمس هم المعتدلون.. هم العقلاء.. واشاد القوم بواقعية القيادة.. وحنكتها وبنى المتطلعون والمنتهزون والمراهقون واليائسون آمالاً عراضاً على آمالنا وآلامنا فهي سواء

وسرنا في درب السلام، وعلى أمل أن يوقف سفك الدماء وعلى أمل أن تهدأ النفوس على أمل أن تستقر الأوضاع وعلى أمل أن يجد الضال طريقه والطائر مهبطه.. والطالب مدرسته.. والمغترب وطنه والمثخن بالجراح سريراً في مشفى ليداوى جراحه.

وعلى أمل أن يلهو الطفل في الشارع دون خوف دون أن تمزق جسده رصاصات غاصب إسرائيلي وعلى أمل أن تسير العجوز في الدرب دون أن تصفع بكعب بندقية أو أن تستنشق هواءً دون أن تلوثه أثار بني إسرائيل وتجاربهم الكيماوية.

رضينا بالسلام على أمل أن يوقف القتل والاغتيال، ويوقف التعذيب، والسجن والاعتقال على أمل أن توقف المطاردة وتكسير العظام ومنع التجول وعلى أمل أن تزال الحواجز وتزول. ويوقف قطع تيار الكهرباء ...

ولكن مواكب الشهداء لم تزل تتهادى وجماهير الجرحى لا تجد من يسعف لها جراحا وفي كل لحظة مصاب ويستمر القتل والتنكيل ويستمر إرهاب الدولة المنظم والمدروس ومع الضجيج .. لا نسمع عن حقوق الإنسان. وتوارى عن الحقائق عنان .

أنتفض الغرب قادة وزعماء يوم قتل مستوطن من بني إسرائيل جاء يحمل رشاشاً ويغتصب أرضا.. ولم يأت سائحاً!!! طالبنا كلينتون ومن حوله، بالشجب بالتنديد بالاستنكار.. بالاعتذار

طالبونا بلجم كبرياءِنا ودوس كرامتنا طالبونا بأن نخضع لارادتهم وننفذ سياستهم طالبونا بكبح جماح شبابنا ولجم الخارجين على مسيرة السلام حقاً"لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم".

ولم يحركوا ساكناً ولم ينتفض منهم أحد ولم يتحرك بين جوانحهم ضمير أحد ونحن وكل يوم يقتل منا أضعاف أضعاف ما يقتل منهم ويجرح منا عشرات الأضعاف ونحن عُزل من السلاح كل يوم يسقط- وعلى مرأى من كل العالم يسقط الشهداء العزل، برصاص الجيش النظامي جيشٌ محتل ودخيل مغتصب وغاصب مثله الأعلى النازية والفاشية.

أين هي الشرعية الدولية؟؟؟    أين عنان

من الضارب بالشرعية الدولية عرض الحائط.؟   يا عنان

من المتحدي لكل الأعراف الدولية والقرارات الدولية والقيم الدولية وحقوق الإنسان أنهم صم لا يسمعون لنا أنهم بكم لا ينطقون بما لنا أنهم عمي لا يشاهدون ما يجري بنا حقاً "أنهم لا يعقلون". ووليس فيهم من رشيد.

نحن دون غيرنا المطالبون بضبط النفس نحن دون غيرنا المطالبون بعدم استخدام السلاح نحن دون غيرنا المطالبون بإظهار حسن النوايا نحن دون غيرنا المطالبون"والمطلوبون".

أما هم فلافإرهابهم حق مشروع أنه دفاع عن النفس عنفهم مبرر نشاطهم في مطاردتنا مسموح مظاهراتهم ضدنا احتجاجات سليمة ونهج ديمقراطي"عاشت الديموقراطية"

أما نحن فدفاعنا عن النفس جريمة وتصدينا لاصولييّهم ومستوطينهم فهو إرهاب ، ومظاهراتنا خروج على القانون وسكوتنا عنف وصمتنا جريمة وحجرنا صاروخ وأي سلام هذا الذي يريدون.

أي سلام هذا الذين يريدون سلام الرصاص المنهمر على الأطفال والشيوخ والنساء والشباب من أبناء فلسطين وكل يوم وفي كل فلسطين

أي سلام هذا ؟ سلام الدبابات التي تطلق صواريخها ومدافعها لتدمر بيتاً لتقتل فرداً ولتشرد أسرة.

أي سلام هذا ؟ سلام المروحيات التي تطارد طفلاً في البيارات.

أي سلام هذا ؟ السلام المخضب بالدماء سلام الحصار الاقتصادي سلام التجويع سلام الغاز والألغاز ؟ سلام إرهاب الدولة والقتل المنظم مرة لانهم "خارجون عن السلام" وأخرى لأنهم "معارضون للسلام". ومرة لأنهم "أصوليون" ومرة لأنهم من حماس وأخرى لأنهم من صقور فتح

انهم لم يعدموا وسيلة للتبرير وخلق الأعذار ، فهذا مذهبهم وهذا في تلمودهم ، وهذا من عقيدهم القتل القتل. وتُبارك أمريكا خطاهم وتغمض عينيها عن خطاياهم

أن الرصاص إذا وجه أو توجه، فإنه سيقتل فلسطينياً، لا فرق بين فتحوي، أو جبهوي، أو حماسي، فكلهم أمام اليهود" ومن ابتع ملتهم" سواء، كلهم فلسطينيون .

أن اكبر دولة في العالم ، الدولة العظمي الوحيدة..رائدة النظام العالمي الجديد ورائدة حقوق الإنسان رائدة الديمقراطية. من سيرث غور الفضاء فوصلته وإذا أرادت شيئاً حققته أقمارها في السماء ترصد كل صغيرة وكبيرة عملاؤها في كل مكان يزودونها بكل بيان. هذه الدولة تقف عاجزةً عن الوصول إلى حقيقة القضية الفلسطينية ولب المشكلة!!!

وحقوق الفلسطينيين حقهم في وطنهم حقهم في هويتهم. أين هم منها... ومن عدالة قضيتهم.

يا لها من مهازل مل التاريخ من تدوينها يا أهل حقوق الإنسان.

أي سلام تريدون يا من تبحثون عن الاستقرار في الشرق الأوسط ، عن السلام ، ابحثوا عن الأسباب والمسببات- إن اردتم سلاما حقيقيا- وضعوا لها الحلول الجذرية لا المسكنات ولا حتى المنشطات أو المهدئات ، والمستوطنون ألغام ... ألغام .. وكذا المستوطنات .

والحصار الاقتصادي لن يعطي "سلاماً" وإغلاق المعابر لن يوصل إلى سلام.

إن اردتم إرساء سلام أبدي "سلام قائم على العدل" فأعطوا كل ذي حق حقه.. فالاحتلال يرحل.. وأسلحة الدمار تدمر والقادمون من مختلف جهات العالم ومن حيث أتوا يعودون وصاحب الأرض يعود إلى أرضه والانسحاب السريع يحقن الدم ويومها سيعم السلام أرض السلام إن اردتم حقاً السلام

فإن الســـلام المفــروض لن يعمــر طويـــلاً

وإن ســـلام العصــا الغليظــة لن يعط استقــراراً.

وسلام الاستخبــارات والعمــلاء لا يعطــي طمأنينـة.

وسلام اليد الحديدية سيثقبها العلم.. واردة الشعوب سترديها

وســـلام الإرهــاب مرفـــوض... مرفـــوض .

وسـلام الســادة للعبيــد مرفـــوض... مرفــوض

والســــلام المفــروض مرفــوض، مرفــوض.

أن الدم الزكي لشهدائنا والدم الزكي لأطفالنا وزهرات شبابنا دم النساء دم الشيوخ ذلك الدم الذي جبل أرض فلسطين منذ زمن طويل وغاص في ثراها، وانبثق منها ليروي نبتاً جديداً وعطاءً جديداًذلك الدم الذي خضب الشوارع والجدران في كل مكان ذلك الدم المتجدد دوماً.

ذلك الدم سيلاحقنا سيلعننا، ويلعن كل من سار على درب السلام أن ذهب ذلك الدم هدراً وكل نقطة قانية منه تقول: "ربنا من قدم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً في النار" " ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً .. هو لا الشباب ودمهم.

سيلاحقوننا سيحاسبوننا..إن غدرنا بهم.. وإن خنا عهدهم وأن لم نحقق أمانيهم، في العودة والأمان والسلام الحقيقي.

"فأي سلام هذا الذي يفرضون ويريدون

ولأي سلام هم له يخططون

 

أول ديسمبر 1993  

    أحمد حسن الإفرنجي