مرابطون

أحمد حسن الإفرنجي
(
يوم 15 رمضان 1404 هـ)

أيها المرابطون إلى يوم القيامة لكم الجنة.

أيها المصلون فجركم في مسجد خليل الرحمن، إن موعدكم الجنة.

أيها المرابطون في الأقصى، أيها المرابطون في غزة هاشم، في رام الله، في نابلس، في الناصرة، في البادية في الحضر، صبراً صبراً فإن موعدكم مع النصر، موعدكم الجنة.. أيها المرابطون في كل فلسطين، هذا مسلسل أنتم أبطاله، هذا مسلسل أنتم قادة مسيرته، مواكب من الشهداء تتهادى، من القتلى، من الجرحى، كل يوم على الدرب سائرون.

أنتم المؤمنون حقاً، أنتم من نزل فيهم قول الحق تعالى:-

" لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا" وأنتم الذين آمنتم وهم أشد عداوة لكم. وأما الذين "أشركوا". فقد أحاطوا بكم من كل جانب.

في فجر يوم الجمعة، وأنتم في رمضان الخير والبركات، وأنتم أقرب إلى الله من كل البشر، ركعاً سجداً مصلين لربكم تبتغون فضلاً من الله ورضواناً، وفي مسجد خليل الرحمن..امتدت إليكم يد الغدر فقٌتلتم وجُرحتم واستجاب لكم ربكم (( أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي، وقاتلوا وقتلوا، لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب)).

هذه صفاتكم، وعند الله جزاؤكم، ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً، فكيف وانتم المغدورون، وكيف والقاتل يهودي أمريكي مستورد.. والقتيل فلسطيني صاحب الأرض والحق.

لكم الله يا قتلانا، لكم الله يا أهل قتلانا، أصبروا وصابروا

(( فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار)).

أيها المرابطون إلى يوم القيامة...

يا من بأطفالكم واجهتم العدو الغاصب، يا من بنسائكم واجهتم الصهيونية العالمية، يا من برجالكم واجهتم اليهودية العالمية، وكل مخابرات العالم، أنتم... أنتم المؤمنون حقاً. في كل يوم تقتلون وتقتلون...

وفي كل يوم تجرحون، وفي كل يوم تستغيثون.. وتصرخون ولكن استغاثتكم لم تلامس نخوةً لمعتصم فقد مات المعتصم، ومات أتباعه و أمثاله، ولن تصل استغاثتكم لنخوة العرب، فقد ولي ذلك العهد.. فقد كان عهد جاهلية..

ولن يصل صُراخكم واستغاثاتكم لنخوة المسلمين، فقد جثم على صدرهم الفقر والجوع والمرض وعشعشت في قلوبهم العبودية والخوف، ولم يبق لديهم ولدينا غير الدعاء، والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وقال صلاح الدين يوماً إنني بحاجة إلى سيوفكم ولست بحاجة لدعائكم و دعواتكم فأن الدعاء إذا لم ينطلق من قلب مؤمن، وضمير حي، وإذا لم يرافقه (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) وإذا لم يؤازره عمل"وقاتلوهم" فإنه يبقى انفعالاً تذروه الرياح.

لن يصل نداؤكم إلى حقوق الإنسان، فهي حقوق الغرب المتغطرس فقط. فالإنسان عندهم عزيز وانساننا عليهم رخيص.

طالبونا بالأمس بالاعتذار لمقتل فرد، أما اليوم فلم نسمع منهم بمطالب، فمستوطنهم مدافع عن نفسه ومقاتلنا إرهابي يا لها من حقائق مقلوبة!!! لم نطالبهم باعتذار، ولم نطالبهم بفك حصار، ولم نطالبهم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولم نطالبهم بشجب ولا بتنديد.

لقد ذرفت أقلامهم الدموع وأقلامنا لم تزل تذرف.

لقد تفطرت أكبادهم من الألم وأكبادنا كل يوم تتفتت.

والكل حريص على مسيرة السلام، وآلا يؤثر ذلك على مسيرة السلام.

وندد المنددون.. وشجب الشاجبون، وهدد المهددون. والمهددون من بعيد كثيرون.

والذين يريدون أن يعملـــوا لا ينطقـــون.

والذين يريدون أن ينتقمـــوا لا يتبجحــون.

والذين يريدون أن يثـــأروا لا يعلنــــون.

والذين يريدون أن يعملوا حقاً فإنهم لا يتظاهرون

ولا يُضربون ولا يَخطبون ولكنهم يدفعون بلا مِنّة

ويعطون ويبنون ويخططون و في صمت يعملون

دماؤكم يا أهلنا علينا وحدنــــا غاليــــة.

قتلاكم يا أهلنا علينا وحدنــــا عزيــــزة.

جراحكم يا أهلنا منا وحدنــــا نازفـــــة.

أما الآخرون فأقلام تكتب وتلفزيونات تنقل وتصور ومذياع يَهدر وناطق يصرح.. ويصرخ..

ونحن بالنار وحدنا مكتوون، وزعماء في كل واد يهيمون.

ومتى يكون التخطيط في العمل أسلوبنا.

ومتى يكون أخر ما نفكر به الارتجال.

ومتى نكف عن بناء آمالنا على من حطم آمالنا وسبب آلامنا.

ومتى نكف عن اللجوء إلى الأمم المتحدة فقد شجبت. ومجلس الأمن فقد ندد. ومجلس الجامعة العربية فقد أدان.

قالوا عن المعتدين قطعان الصهاينة، ولكن القطيع هو الذي ينقاد، ولكل قطيع حارس، واسألوا عن قطعان تائهة تبحث لها عن حارس، والقطيع الذي تحرسه الكلاب فقد هجمت عليه الذئاب، ووفاء الكلاب ما عاد. قالوا لقد فتحت النار عشوائياً، ولكنها فتحت عن قصد، وعرف الرصاص طريقه. أما نحن فقد أصابنا العشى... قالوا إنه عمل إجرامي و جبان و معتوه و قاموس المحيط محيط الكلمات.

فقلنا ليت لنا هذا الإجرام، وليت لدينا هذا الجبن ويا ليت لدينا ألف معتوه، أو حتى معتوه..

-         أعلنا الحداد... بدلاً من إعلان التعبئة...

-         أعلنا بأننا سننتقم... ويا ليتنا نعمل بصمت... ونخطط و نقتدي باعمالهم و نعمل كما يعملون.

الكل خائف على مسيرة السلام، ولا أحد يكترت بقيمة الإنسان.

وأي سلام هذا الملطخ بالدم.. وأي سلام يريدون لكم الرحمة يا شهداءنا .. فقد أضعتم علينا فوازير رمضان، ومسلسلات التلفزيونات، أنتم أكبر من أن يُقطع الإرسال العربي من أجلكم أو يعلن حداد ليوم واحد.

فهذه تجارتنا.. أما تجارتكم فمع الله.. وعند الله لن تبور واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم، وربح و البيع هو بيعكم.

نحن لسنا في حاجة إلى كلمات منمقة ولكنا في حاجة إلى يد تضغط على الزناد فتردي عدواً غاصباً ويد تزرع قنبلة فتفجر مستوطناً.

ونحن في حاجة لمفاوض يجادل من مركز قوة  "وأنتم الأعلون".

ونحن في حاجة لمتسابق للخير، يدفع دون منة، وبوركت شعباً، أنتم أشد عداوة لليهود.. وأنتم الذين تقاتلونهم حيث تجدوهم بوركتم يوم ولادتكم، ويوم انتفاضتكم، ويوم موتكم.

وبوركت يا طفلاً بين أهلنا منتفضاً،

وبيـن بنــي وطنــه رجــلاً،

وبيــن بني يعـربٍ.. عملاقــاً،

وفي عالمنــا طــوداً شامخــاً.

رضعت لبناً سائغاً فنعم الولد ونعم الولود.

وأنتم المرابطون حقاً أنتم المؤمنون حقاً

أنتم الفلسطينيون عليكم صلوات من ربكم ورحمة.