 |
|
الرصاصة في اتجاهين* أحمد حسن الإفرنجي |
|
إلى السيدة التي تربعت على قمة السياسة العالمية… إلى التي جلست على تمثال الحرية… في أمريكا، وأمالت ميزان العدالة … ذلك الرمز الذي وضعه الأمريكان ليتاجروا به… إلى "أولبرايت" حاكمة السياسة العالمية، الآمرة الناهية التي يركع أمامها أساطين العالم … الأول، والثاني، والثالث حتى ما لانهاية منه… لقد جانبك التوفيق وأنت تصريحين "بأن الرصاصة لا تتساوى بالجرافة ". ونحن نقول بملء فينا… لقد صدقت- حقاً إن الرصاصة التي تقتل شخصاً ، فرداً، ليست كالجرافة التي تجرف أمل شعب بأسرة، وتاريخ أمة بل وتاريخ الإنسانية بأكملها… فالجرافة تدفن العدالة بأكملها… وتدمر البيئة… وتغير الطبيعة والرصاصة صرخة حق في وجه غاصب… والرصاصة حق مشروع لردع معتد أثيم…. والرصاصة حق مشروع للدفاع عن النفس والعرض والأرض… وأظنك يا سيده الخارجية الأمريكية- ومن ورائك كل المؤسسات الموجهة لك…- لا ترين إلا بعين واحدة، ولا تسمعين إلا بأذن واحدة… فالرصاص لا ترين منه إلا المتجهة إلى الغاصبين… ولكنك لم ترى منه المتجه – نحونا – من المحتلين والغاصبين والمستوطنين فهل رصاصنا قاتل… ورصاصهم يبعث فيكم الحياة… يا سيدة الخارجية:- إن رصاص القتل في الاتجاهين يسير وينطلق… يحصد الأرواح … فهل رأيت… هل سمعت… إنك تري في حماس، والجهاد، عدواً للسلام، عدواً للعالم… وهذا من منظور عين الانحياز… لا من منظور الحكم النزيه… هذه رؤية العين الواحدة… فحماس والجهاد… مقاتلون ضد الغزاه… مجاهدون لاستعادة الحق… مقاتلون من أجل التحرير إنهم من شعب أصابه الإحباط من عدالتكم… ولم ينصفه حتى شعاركم… تمثال الحرية الأمريكي… فهل نسيت حق الشعوب المقدس في الدفاع عن النفس. في الدفاع عن أرضها… ذلك الحق التي كفلته كل القوانين الدولية… لماذا يا راعية السلام لم تقولي شيئاً عن المستوطنين الذين يحملون السلاح… يطلقون الرصاص… ليقتلوا به الفلسطينيين… لماذا لم تتحدثي عن أسلوب النازية في سياسة القتل الجماعي والإغلاق الكلي… والتجويع … والإذلال عبر المعابر… فهل هذه السياسة تقرر السلام…!!! لماذا لم تستنكري الإرهاب الذي يمارسه الإسرائيليون والذين يدوسون كل يوم بأحذيتهم قرارات الشرعية الدولية… في فلسطين وفي لبنان…. لماذا يا سيدة السياسة الأمريكية لم تزوري مستشفيات أبناء فلسطين وجمعياتهم… لتري ولو بالعين الواحدة، ما خلفه الاحتلال الصهيوني… اليهودي… المدعوم أمريكياً. لماذا لم تزوري المعتقلات في إسرائيل وتشاهدي ولو بعين واحدة. ما يكابده السجناء… والمعتقلون… وتتذكرين…أيام هتلر.. وأسلوب هتلر… وسياسة النازية. لماذا لم ترى كم عدد المعاقين، وما خلفه رصاص بني جلدتك… يا سيدة السياسة الأمريكية نحن نعلم أنك يهودية… ونعلم أنك صهيونية وتعلم أنك تمثلين السياسة الأمريكية… ونعلم أنك تنظرين بعين واحدة… وتسمعين … بأذن واحدة… وما دمت كذلك… تتجنبين الحق…وتطمسين الحقيقة… وتحيدين عن الطريق السوي…. وما دمت كذلك… أنت ومن خلفك من مؤسسات… فالسلام بعيد المنال... بعيد المنال . ويوماً ما ستصحوا شعوب العالم… على انهيار الزعامة الأمريكية. لأنها جانبت الحق ولم تنتصر له… فالعين الواحدة… لا ترى كل الحقيقة… والمنحاز لا يستحق أن يكون حكما… ولن يضيع حق وراءه مطالب… وإن طال الزمن. ______________________________________ * قتل إسرائيلي برصاصة فصرخت أولبرايت وشجبت . |