الإسراء والأقصى والشبل ، بمناسبة الاسراء والمعراج

أحمد حسن الإفرنجي

غزة فلسطين 27/10/2000م

يا رسول الله ..

" ضاقت عليك الأرض بما رحبت"

تآمر الكل عليك لجأت إلى الجار، فأدمى قدميك

توجهت إلى الله وناجيت لجأت إليه

" يارب إن لم يكن منك غضب على فأنا لا أبالي".

امتدت إليك يد السماء

وجاءك رسول السماء

وحملك لترتاح نفسك

لتصلي في ساحة الأقصى

إماماً بمن سبقك من الأنبياء والرسل

فسبحان الذي أسرى بك يا رسول الله ..

إلى الأقصى لترتاح نفساً

ومنها صعدت إلى السماوات العلا

ونحن اليوم يا رسول الله

وفي ذكرى الإسراء والمعراج

ننطلق لندافع عن الأقصى نرد كيد المعتدين.

نتصدى لهم أشبالاً أطفالاً، شيباً وشباباً

صدور عارية وظهور عارية وقلوب

يملأوها الإيمان

ونحن على دربك نُذبح، نُعذب، شُهداء

صعدت أرواحهم، عرجت إلى السماء ومن

ساحة الأقصى، ومن أجل الأقصى

أرواح ترفرف في العلياء، بشرتهم بجنات الخلد

شيباً، شباناً، أطفالاً، أشبالاً، رجالاً ونساءً

دمهم الزكي أروى أرض الإسراء والمعراج فنثرها عطراً

لم تلن لهم قناة، ما وهنوا وما استكانوا

قدرهم درع لأمتهم، قدرهم الذود عن حياض

المقدسات قدرهم الشهادة قدرهم الرباط

لا الجوع يمنعهم

ولا الحواجز تردهم

ولا القتل والتقتيل يثني عزيمتهم

هم الصابرون، هم المرابطون

الشهداء منهم، الجرحى منهم، المعاقون منهم، يد قطعت، عين قلعت، ساق بترت، بطن فتحن لسان حالهم يقول كما قلت يا رسول السلام

" يا رب إن لم يكن منك غضب على فأنا لا أبالي"

فإما حياة بعزة وشرف، وإما ممات في ساحات الشرف

فالشرف في ساحات الأقصى لنا

والخلود في الدفاع عن الأقصى لنا

لنا الصدر دون العالمين أو القبر

يا رسول الله

في هذه الذكرى، لك من كل شبلٍ

في هذا الوطن عهد الوفاء، على درب الشهادة

نسير، ونتنسم ريح الجنة، ولها نحث المسير

وللأقصى تتوجه الجموع، غير عابِئة بخوف ولا جوع.

فالخوف من بين الضلوع نزعناه، وفي غيابه

الجب رميناه

والجوع لا نعرف له طريقاً، فالجوع والموت

أشرف من عيشه الموتى وهم أحياء

لقد كتبنا في سفر الخلود وعلى صفحات التاريخ بالدم:-

نموت ويبقى ويحيا ويبقى الأقصى

ويحيى الوطن